هذه النسخة من موقع مؤسسة ومتحف محمود درويش هي نسخة تجريبية ويجري العمل على تطويرها
|7|1123|

حفل إعلان جائزة محمود درويش للإبداع للعام 2014

 

 

 لجنة جائزة محمود درويش للعام 2014:

  1. د. فيصل دراج- رئيس اللجنة.
  2. د.كريم مروة.
  3. د. محمود الورداني.
  4. د. بطرس حلاق.
  5. د. خليل الشيخ.
  6. د. سامي الكيلاني.
  7. د. زياد الزعبي.
  8. الاستاذ زكي درويش.

 

الحاصلين على جائزة محمود درويش 2014

الفنان عبد الحي مسلّم.

 

مسوغات منح الفنان عبد الحي مسلم جائزة محمود درويش للإبداع للعام 2014

التحق عبد الحي مسلّم بالعمل الوطني الفلسطيني من بداياته، وأخلص له، وأعاد بناء حياته وفقاً لخياره الذاتي، فترك عمله وانتقل من بلد إلى بلد، وعايش أبناء شعبه لاجئين ومقاتلين وباحثين عن الأمل والعودة. ولعل الخبرة القائمة على المعايشة، كما الذاكرة الوطنية القريبة والبعيدة، معاً، هي التي أقنعته بأن يصبح فناناً من دون الذهاب إلى مدرسة أو أكاديمية أو إلى تعاليم جاهزة أو شبه جاهزة. غدا فناناً عفوياً، يقبل بما تملي عليه "فطرته الفلسطينية" وبما يمليه أكثر التجربة، التي تبدأ بلاجئ يتمرّد على لجوئه، يضع إمكانياته في خدمة قضيته.

الفن، مهما يكن مجاله، سلاح من أسلحة الثورة، هذا ما آمن به مسلم، منذ أكثر من أربعين عاماً، ومارسه متوسلاً الصمغ ونشارة الخشب، استجابة لروح عفوية، تصله بمهنته وبعفويته، وتذكره بتراب الأرض، وتقيم بينه وبين أطياف القرى الفلسطينية البعيدة حواراً مديداً، منذ أن أيقظ شقاء المنفى في مخيلته أطياف الريف الفلسطيني القديم.

اتخذ مسلّم من القرية الفلسطينية، "التي كانت"، مجازاً لتعبيره، عاد إلى بيوتها وعاداتها ورموزها وطقوسها، واشتق منها فلسطين، مستعيناً بصور الحياة القروية اليومية، وراجعاً إلى الرموز الكنعانية البعيدة. بنى من هذا كله عالم القرية كما كان، حيث الخيول و"المضافة" وطقوس الزواج والفلاحة وفضاء الأعياد و "طهور الأطفال" وأعياد الحصاد ولقاء العشّاق على أطراف المساء. وضع كل هذا في نسق من "المجسمات"، لا هو بالرسم ولا هو بالنحت، إنما هي تجسيدات لفلسطين المكسوة بالأخضر والأحمر والأبيض والأزرق، حيث فلسطين مزيج من ألوان متحاورة قريبة من فضاء فردوسي ينفر من الألوان القاتمة.

اشتق مسلم فلسطين من عالمها القروي، وأعطاه طابعاً أسطورياً، تظهر فلسطين فيه نابضة بالحياة والاستمرار وعصيّة على التلاشي والنسيان. عمل على توليد عالم فلسطيني ملحمي، قوامه الأرض المزهرة، التي تمتد في إنسانها ويمتد فلاحها فيها مكونين معاً وحدة عضوية متكاملة، عبر عنها غسان كنفاني في روايته التي لم تكتمل: "العاشق". بدت الأرض، في متخيله الفني، أنثى هائلة، يأتي منها العيد وينبثق منها الفدائي الشهيد، وظهرت في متواليات من رجال يكتملون بالنساء، ذلك أن القرية عالم عضوي متداخل صعب الانقسام.

رسم مسلّم البيوت ومداخلها ودواخلها، ورسم ثنائية "الذكورة والأنوثة" في أحوالها المختلفة: العتاب، الانتظار، العشق، العتب، قبل أن يأتي زمن الشهداء والمذابح الموسعة. وضع كل هذا في رسم "بدائي"، كما يقال، مقترباً ، دون أن يدري من الفرنسي هنري روسو، وذلك في عمل مجتهد واضح الشخصية.

أنجز مسلّم حوالي ثمان مائة عمل ـ طاف فيها بلاداً كثيرة، عربية وغير عربية،أوضح فيها عدالة القضية الفلسطينية، وانتزع اجتهاده الاعتراف بفنه وبرؤيته الخاصة به وبرسالته المستمرة، التي تشتق الهوية الفلسطينية من عالم الشقاء والصمود والألوان.

لهذا كله ، فإن عبد الحي مسلّم جدير بجائزة محمود درويش، اعترافاً بتميّز فنيّ والتزام وطني جمع بين العام والخاص وحفظ فلسطين في ذاكرة فنية واسعة اعتمدت على ذاكرة معيشة بعيدة وقريبة معاً.

 

                                                                       د. فيصل دراج          

مقرّر لجنة جائزة محمود درويش

 

الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي

مسوغات منح الشاعر عبد الرحمن الابنودي جائزة محمود درويش للإبداع

للعام 2014

 

 

 بلا أي مبالغة يعدانجاز عبد الرحمن الابنودي الشعري واحدا من أهم الاضافات الكبرى في الشعر العربي المعاصر . وإذا كانت بعض قصائده المنشورة في ديوانه الاول " الارض والعيال " تعود الى خمسينات االقرن الماضي ' فإن الرحلة التي قطعها الابنودي مع الكتابة امتدت لأكثر من ستين عاما ، وشكلت قصائده وأغانيه وكتاباته النثرية جدارية شاهقة محفورة في الوجدان العربي .

  ولد الابنودي عام 1939 في قرية صغيرة في صعيد مصر هي أبنود ، وسرعان ماغادر قريته الى القاهرة ، و في زمن مقارب ، غادر كل من صديقيه  - الراحلين القاص يحي الطاهر عبد الله والشاعر أمل دنقل واللذين كانا من المحافظة نفسها التي ينتمي اليها الابنودي – لكن الابنودي سبق الجميع ، وأصدر مجموعته الشعرية الاولى " الارض والعيال " عام 1964 ، ثم توالت أعماله الشعرية : " الزحمة " – " عماليات " – " جوابات حراجي القط " – " الفصول " – " بعد التحية والسلام " – " وجوه على الشط " – " الاحزان العادية " – " الموت على الاسفلت " – " صمت الجرس " – " المشروع والممنوع " وغيرها وغيرها حتى ديوانه الاخير " الميدان " الصادر هذا العام.

  ومنذ اللحظة الاولى ارتبط الابنودي بالناس ،  بالفلاحين في قريته ، ببناة السد العالي ، بالعمال والصنايعية في المدينة التي انتقل اليها ، بالمقاومين على شط القناة بعد هزيمة 1967 ، وبالمقاومة على كل أرض عربية ، وبالفقراء والمهمشين والمظلومين .

  وعلى يديه حققت القصيدة المكتوبة بالعامية انتقالة كبرى من فن الزجل الى الشعر ، فقد خالف أسلافه من الشعراء الكبار منذ عبد الله النديم وحتى بيرم التونسي ، وانتقل بشعر العامية الى القصيدة الحديثة ، بكل ماتعنيه القصيدة الحديثة من تجربة مغايرة بل وانقلابية على زجل الاسلاف .

  من جانب آخر ، لم يكن مصادفة أن يتعرض للاعتقال عدة مرات ، كان أولها عام 1967 قبل الهزيمة متهما مع عدد كبير من الشعراء والكتاب بإنشاء تنظيم " وحدة الشيوعيين " . وبغض النظر عن ذلك الاتهام ، إلا أنه يعكس على نحو ما توجه الابنودي ، وانتماؤه الى التقدم والعدل والحرية ، وارتباطه بالشعب وبالثورة العربية وبالمقاومة في كل مكان مما تجسد في عشرات الدواوين الشعرية .

  أما إنجازه في اللاغنية المصرية والعربية فلا يقل بحال من الاحوال عن إنجازه الشعري ,عبر مايزيد عن ألف أغنية غناها عشرات المغنيات والمغنين العرب استطاع الابنودي أن يغيِر الذائقة ، ليس فقط في الاغنية الوطنية عندما كوَن مع عبد الحليم حلفظ ثنائيا فنيا خلال عقد الستينات من القرن الماضي ، بل أيضا في أغاني الحب والعشق ، وبدلا من الصد والهجر والجوى ، صاغ معاني جديدة ، ومزج بين العالم الجديد الذي كانت الثورة المصرية تسعى لتشييده ، وبين الحب والعشق على نحو مغاير بل وانقلابي .

  وأتاحت له الاذاعة ثم التليفزيون انتشارا واسعا أسهم في ترسيخ تلك المعاني الجديدة ,وفي هذا السياق لايمكن نسيان العدد الضخم من أغاني المسلسلات والافلام السينمائية وماأتاحته من انتشار راح يزداد ، ليس في مصر فقط ، بل على المستوى العربي .

  وإذا كان الابنودي في طفولته قد انبهر بالسيرة الهلالية ، فإن هذا الشغف دفعه لقضاء عدة عقود من أجل جمعها من حافظيها من الرواة الشعبيين في صعيد مصر ثم في تونس وتشاد ونيجيريا والسودان ، وكانت النتيجة مبهرة حقا ، حيث أصدر حتى الآن خمس مجلدات منها .

  وأخيرافإن الابنودي، وكما يليق بشاعر أنجز كل هذا الانجاز ،أسهم في ثورة 25 يناير منذ اللحظة الأولى وحتى الإطاحة بحكم الاخوان المسلمين ، وكتب عشرات القصائد والاغاني بشكل يكاد يكون يوميا دفاعا عن االثورة وعن الناس الذين ارتبط بهم .

 

 

جائزة الشرف الخاصة المجلس الثقافي للبنان الجنوبي.

مسوغات منح  المجلس الثقافي للبنان الجنوبي جائزة الشرف الخاصة

 للعام 2014

المجلس الثقافي للبنان الجنوبي هو مؤسسة ثقافية عريقة.  تأسست قبل خمسين عاماً في زمن كان للثقافة موقع مميز في الحياة اللبنانية.  وكان المثقفون من أبناء الجنوب اللبناني يملأون الحياة الثقافية ويغنونها بإبداعاتهم في شتى ميادين المعرفة والابداع الفكري والأدبي والفني.  وكان الشعراء بينهم يتابعون ويستكملون، من الموقع اللبناني والجنوبي على وجه التحديد، ما كان قد أصبح ظاهرة مميزة في الشعر الفلسطيني الحديث، الظاهرة التي صارت تعرف بظاهرة شعراء المقاومة.  وكان المجلس، منذ تأسيسه في عام 1964 من قبل نخبة من مثقفي الجنوب اللبناني، المركز الذي التقى في صفوفه وفي مجمل نشاطاته العديد من المثقفين اللبنانيين والعرب، وفي مقدمتهم المثقفون الفلسطينيون، ممن كانوا قد جاءوا إلى لبنان وسوريا، بعد نكبة فلسطين.  وكانت معظم القضايا العربية في مركز اهتمام المجلس في الندوات والمحاضرات وفي الدراسات وفي الكتب العديدة التي أصدرها وزاد عددها على الثمانين كتاباً.  لكن فلسطين وقضيتها ومقاومتها والهموم المتصلة بشعبها، والقضايا المتصلبة بتاريخها القديم والحديث، كانت على امتداد الأعوام الخمسين من عمر المجلس الهم الدائم عند المسؤولين فيه، وفي مقدمتهم أمينه العام حبيب صادق، الأديب والشاعر والقائد السياسي القريب من قلوب اللبنانيين لا سيما من أبناء جنوبه المناضل الصامد، الشقيق الدائم للشعب الفلسطيني، والشريك الدائم له من محنه المتواصلة.

المجلس الثقافي للبنان الجنوبي الذي التقى على منبره العديد من كبار الأدباء العرب، ومن ضمنهم أدباء وشعراء فلسطينيون كان له شرف استضافة  شاعر فلسطين والعروبة محمود درويش منذ مطلع سبعينات القرن الماضي حتى الأعوام الأخيرة من حياته.

وفي هذا العام بالذات يحتفل المجلس بيوبيله الذهبي في تظاهرة ثقافية يلتقي فيها حوله العديد من أهل الثقافة في لبنان تكريماً له واعترافاً بدوره المميز في خدمة قضية الثقافة وقضية الحرية وقضية الانسان.

إن هذا الدور المميز للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي في العمل الثقافي في مجالاته وميادينه المختلفة، هو الذي يجعله مؤهلاً بجدارة للحصول على جائزة محمود درويش للابداع الثقافي.

 

                                                                            كريم مروة

 

 

الموقع قيد الصيانة والتطوير