هذه النسخة من موقع مؤسسة ومتحف محمود درويش هي نسخة تجريبية ويجري العمل على تطويرها

التناص الأسطوري فـي شعر محمود درويش- مفيــــــد نجـــــم


تنبع أهمية توظيف الأسطورة والرموز الأسطورية في القصيدة الحديثة، من كون الرمز يشكل صورة حسِّية، مولدة للمعنى ومسكونة به. ويكشف استدعاء الأسطورة أو الرمز الأسطوري عن قيمة الوظيفة الدلالية والجمالية، التي يحققها الرمز في سياق النص الشعري، سواء جاء هذا الاستدعاء في جزء من القصيدة، أو استغرقها كلها، لأنه(عندما يتجاوز الشاعر مستوى مجرد ذكر الأسطورة أو الرمز الأسطوري إلى مستوى الاستلهام والاستحياء والتوظيف من خلال خلق سياق خاص يجسد تفاعل الأسطورة مع التجربة الشعرية) (1) ص61 لذلك فإن استخدام الرمز أو مجموعة الرموز في القصيدة يجب أن يتم، من خلال القدرة على تمثل أبعادها الدلالية والتخييلية والجمالية، وتحويلها إلى بؤرة إشعاعات إيحائية تغني القصيدة.

إن أهمية الأسطورة تنبع من حضورها في الثقافة الجمعية، ومن كونها تمثل انعكاسا للاشعور الجمعي مما يجعل استدعاءها، يستدعي معها فضاءها التخييلي والوجداني ودلالتها الرمزية الموحية. إن استدعاء الأسطورة وكثافتها الرمزية، من خلال مستويات التناص وآلياته المختلفة، في تجربة الشاعر درويش، ينبع من طبيعة الرؤية التي تقدمها هذه التجربة، على المستويين الفكري والجمالي. وإذا كان الرمز الأسطوري الشرقي الذي ينتمي إلى حضارات المنطقة العربية القديمة يأتي في صدارة التراث الأسطوري، الذي يجري استدعاؤه في قصائد الشاعر، فإن التراث الأسطوري الغربي، يأتي تاليا معبرا عن انفتاح القصيدة على التراث الإنساني، الدال على تداخل وتفاعل هذا الموروث الأسطوري من خلال انتقاله من ثقافة إلى أخرى، في رحلة الحضارات والثقافات الإنسانية عبر التاريخ.
إن استخدام هذه الرموز في القصيدة يجب أن يكون نابعا من حاجة القصيدة إلى تلك الرموز، وما تمتلكه هذه الرموز، من مجال درامي أسطوري يتفاعل مع تجربة الشاعر المعاصرة، لأن على هذا الاستخدام أن يتجاوز ذكر الرمز الأسطوري، أو الحكاية الأسطورية إلى(مستوى الاستلهام والاستيحاء والتوظيف من خلال خلق سياق خاص يجسد تفاعل الأسطورة مع التجربة الشعرية)(2) ص61، ما يجعل هذا التناص معها يعيد تشكيلها وتكثيف دلالاتها الموحية، وتطوير بعدها الدرامي، بما يجعلها تتفاعل مع التجربة الشعرية للقصيدة، ويعمِّق اتصالها مع التجربة الوجودية والإنسانية بأبعادها الدراميةالمختلفة. وفي قراءة للتناص الشعري عند الشاعر مع هذا التراث الأسطوري يظهر التعدد في آليات التناص ودرجاته ومستوياته المختلفة، فإلى جانب تناص الخفاء، هناك تناص التجلي... وإلى جانب استدعاء الشخصيات والرموز الأسطورية، هناك تقنيتا القناع والامتصاص والتذويب.
وتنتمي الأساطير التي تتفاعل معها تجربة الشاعر وتستدعيها إلى أزمنة وحضارات مختلفة، منها ما يعود إلى حضارات وادي الرافدين القديمة، والحضارة الفرعونية وحضارات الساحل السوري، ومنها ما ينتمي إلى حضارات الرومان والإغريق، ما يشي بتنوع مصادر هذه الأساطير، وتنوع موضوعاتها ودرجاتها بهدف التأكيد على وحدة التجربة الإنساني وغناها، إضافة إلى تداخل مستويات هذه التجربة من جهة بأبعادها الوجودية والدلالية والتخييلية، ومن جهة ثانية ويكشف عن حركة انتقال الأسطورة في المكان والزمان أو التناص الأسطوري المتجدد الذي كشفت عنه رحلة هذه الأسطورة من حضارة إلى أخرى، ومن ثقافة إلى أخرى.
إن قيمة توظيف الأسطورة أو توظيف رموزها وشخصياتها لا تتمثل، في بعدها الدلالي الذي تنطوي عليه، وإنما تتجاوزه إلى البعد الجمالي المتأتي من حضورها في اللاشعور الجمعي، ومن الكثافة والتوتر الدرامي اللذين تمتلكهما، والفضاء التخييلي الذي تستدعيه معها. وقد تمثل حضور الأسطورة في قصائد الشاعر في محورين اثنين، فهي إما أن تكون محور النص وبؤرته، وفي هذا المحور غالبا ما يكون اسم الأسطورة مذكورا في عنوان القصيدة، وإما أن يكون في جزء من الأسطورة. وقد يستخدم الشاعر الكثافة التكرارية لاسم الشخصية الأسطورية، أو يتم استدعاء هذه الأسطورة دون ذكر لاسم شخصياتها. ومن الملامح الأخرى لاستخدام الأسطورة، أو استدعاء أحد شخصياتها أن القصيدة قد تكون حديثا عن الأسطورة، أو يكون الخطاب موجها إلى شخصية أو رمز يحيل عليها، كما قد يكون المتكلم في القصيدة هو الشخصية الأسطورية، أو شخصية الراوي التي هي شخصية الشاعر.
1 / 4 – استدعاء الشخصية الأسطورية:
قبل الحديث عن موضوعات التناص الأسطوري وآلياته المستخدمة، لا بدَّ من الإشارة إلى أن الأسماء الأسطورية المستدعاة، والأساطير التي يتم التناص معها، تتركز على نوعين من الأساطير، هما نوع دال على معنى، من معاني التجربة الوجودية الإنسانية الأساسية، يتمثل في الموت والبحث عن الخلود لقهره، والتحرر من قسوة ومرارة الشعور به، ونوع يدل على تلك الثنائيات المعبرة عن العلاقة الدرامية المتوترة، في تلك التجربة الوجودية، كثنائيتي الحب والحرب والموت والخلود، وتجدد الحياة وقيامتها، عبر صعود رموزها من عالم الأموات السفلي. وهنا تبرز كثافة استخدام آلية استدعاء تلك الشخصيات الأسطورية، ورمزيتها الدالة على هذا المعنى، كرموز عشتار وإنانا وتموز. في هذا المستوى من التناص يكون الخطاب حديثا عن تلك الشخصية، أو يكون حديثا معها، في حين يجمع تناص التألف الذي تظهر فيه جامعا بين الصفات القديمة لتلك الشخصيات الأسطورية المستدعاة، والصفات الجديدة التي تعبر عن الواقع المعاصر، أو تحمل رؤية جديدة، يقدمها النص لتلك الشخصيات.
في القصائد التي تمثل الشخصية الأسطورية المستدعاة محور القصيدة يبرز اسم الشخصية في عنوان القصيدة، ما يؤثر في أفق التوقع عند القارئ، ويجعل العنوان بمثابة مفتاح تأويلي يقوم بتعيين طبيعة النص وتشكيل بؤرته الدلالية. ويأتي في مقدمة الرموز التي تستدعيها قصائد الشاعر رمزية شخصية أنات الكنعانية التي يعبر حضورها المكثف، عن قضيتين هامتين، أولهما أن هذه الأسطورة تمثل جزءا من التراث الثقافي الأقدم للمنطقة، وللحضارات التي قامت فيها، ولذلك فإن هذه الآلية من التناص لا تكتفي باستدعاء نصها الأسطوري الغائب، بل تتجاوز ذلك إلى استدعاء، ذلك التاريخ الحضاري القديم الذي يدلل على عمق الوجود التاريخي للذات التي تتكلم في القصيدة، وهي ذات الشاعر التي تجدد اتصالها وتفاعلها، مع هذا الموروث الثري للدفاع عن وجودها، وتاريخها الحضاري في وجه محاولات المحتل الإسرائيلي للقضاء على هذا الوجود وطمسه وتزييف حقيقته من جهة، ومن جهة أخرى لتوظيف البعد الدرامي الذي تنطوي عليه حكايتها، من خلال جدلية العلاقة بين الثنائيات المولِّدة لذلك المجال الدرامي المتوتر، لتلك الحكاية أو المعنى الرمزي للشخصية الأسطورية التي يجري استدعاؤها، كما في قصيدة أطوار أنات، حيث تتحد فيها ثنائية الرمز والمعنى الضدّية، التي يعبر عنها الشاعر من خلال استخدام الجناس الناقص :
وقصيدتي زبد اللهاث وصرخة الحيوان
عند صعوده العالي
وعند هبوطه العاري
أنا أريدكما معا حبا، وحربا يا أنات(3) ص 88.
إن الشاعر في حديثه إلى أنات ينتقل من الإجمال إلى التفصيل، عندما يتحدث عن خوفه من غيابها الطويل، بعد نزولها إلى العالم السفلي، كما تقول الأسطورة لأنه مع طول الغياب. قد تظهر الهات جديدة تمحو حضورها، في ذاكرة الناس الذين يتكلم الشاعر باسمهم، مستخدما الضمير الدال على جماعة المتكلمين والمتصل بالفعل. والخطاب يحمل معنى كنائيا، يعبر من خلاله عن محاولات اليهود لخلق أساطيرهم الخاصة، من أجل امتلاك تاريخ حضاري ووجود مختلق وإلغاء الحضور القديم، والعميق للوجود التاريخي للحضارة الكنعانية التي تمثل بداية تاريخ هذه الأرض، وهويتها الحضارية الدالة على الوجود القديم للشعب الفلسطيني على أرضه. يوظف الشاعر في استدعاء هذه الشخصية المعاني الدلالية للأسطورة للتعبير عن قضايا معاصرة مركبة، منها ما يتصل بموضوع الوجود والصراع على هوية الأرض وتاريخها، ومنها ما يدل على هجرة الأساطير وانتقالها من حضارة إلى أخرى، ومن ثقافة إلى أخرى، أو على معنى الخصب الذي تمثله باعتبارها الأسطورة الأولى التي تولَّدت عنها أساطير الموت والانبعاث، في الحضارات البشرية التي تلتها. والشاعر يجعل من هذه الشخصية الأسطورية التي يستدعيها محور القصيدة، ومنذ جملة البداية، يكشف عن العلاقة بين لغة الشعر ولغة الأسطورة على مستوى الخيال، والبنية المجازية والرمزية، بوصف الأسطورة مجازا وعن معنى أفول الأسطورة، من ثقافات الإنسان المعاصر وحياته ما يجعل هذه الشخصية الأسطورية، تتوزع على جميع حركات القصيدة، وتستغرقها كاملة :
فيا أنات
لا تمكثي في العالم السفلي أكثر
ربما هبطت الهات جديدات علينا من غيابك
وامتثلنا للسراب
فلترجعي ولترجعي أرض الحقيقة والكناية
أرض كنعان البداية
أرض نهديك المشاع.
وأرض فخذيك المشاع، لكي تعود المعجزات إلى أريحا(4) ص89.
وإذا كان الشاعر يستدعي تلك الشخصية بالاسم الصريح، فإنه في قصائد أخرى يستدعيها من خلال معناها الرمزي الذي يتمثل في رمزية القمر، باعتبار أن القمر كان يمثل في الأسطورة القديمة آلهة الأنوثة، كما هو الحال في القصيدة التي تحمل عنوان (حليب أنانا) رب السماء والخصوبة. يحمل هذا العنوان دلالة جزئية، تدل على معنى الخصوبة والأمومة، وجاء ذكر اسم الشخصية الأسطورية المستدعاة في العنوان، بوصف تلك الشخصية تشكل محور القصيدة التي تدور حولها، إذ ان القصيدة التي تكون الشخصية المستدعاة محورها، غالبا ما يتم ذكر اسم الشخصية في العنوان. وتظهر الرؤية المعاصرة التي يقدمها الشاعر لتلك الأسطورة في ذلك الحوار الذي يقيمه معه، محاولا فيه أن ينهي الجدل المستمر حول ملكية تلك الأساطير وتاريخها، والثقافات التي أبدعتها كما يدل على ذلك المعنى الظاهر للقصيدة، في حين أن معناها المضمر، يدل على الصراع الدائر حول ملكية الأرض التي نشأت فيها تلك الأساطير، وعلى عمق الحضور التاريخي والحضاري في الماضي للشعب الذي أبدع تلك الأساطير. إن الصراع هنا يتم على المستوى الثقافي وفيه يحاول الشاعر أن يدافع عن وجوده وهويته وتاريخه الحضاري القديم إزاء محاولات الصهيونية السطو على هذا التراث، وادعاء ملكيته لكي تمنح نفسها هوية حضارية، وحضورا تاريخيا عريقا لاسيما أنها تستند في دعاواها على مقولات، لا تكتفي فيها بمصادرة الحاضر والمستقبل خدمة لمشروعها الاحتلالي في فلسطين، بل تسعى لمصادرة الماضي وتزييف حقيقته لمنح نفسها وجودا وتراثا مختلقين. ويهيمن صوت الراوي على الخطاب مختصر هذا الجدل عبر تجريد تلك الأسطورة، من أقنعتها المزيفة، وتحرير ذاكرتها القديمة من إرث الماضي الدموي الثقيل، ومنحها معاني جديدة للجمال والحب والفرح والحياة. والشاعر الذي يريد أن يعيد للأسطورة معانيها الكبيرة والأصيلة، يريد من خلال هذه العودة، أن يجرد تلك الأسطورة من أقنعتها التي ألبسها إياها اليهود، بعد أن ادعوا ملكيتها، بعد أن جعلوا آلهتهم هي التي أبدعتها، لكي يمنحوا وجودهم الحضاري القديم على هذه الأرض بعدا عميقا. إن استدعاء تلك الأساطير يهدف إلى استعادة تلك المعاني الأصيلة لها، وما تحمله من دلالات وجودية وروحية وجمالية سامية، تكشف عن القيم الكبيرة لتك الحضارة الكنعانية التي أبدعتها مخيلتها على خلاف ما ألبسها إياه اليهود فيما بعد، وبذلك فإن تناص الشاعر مع تلك الأسطورة، لا يمثل دفاعا عن عمق الوجود التاريخي والحضاري للإنسان الفلسطيني وحسب، بل يشكل استعادة لدلالاتها ومعانيها الإنسانية الجميلة والكبيرة، وتأكيدا على حضور تلك العلاقة العميقة والحية مع الجمال والحب والطبيعة:
وإن كان لا بد من قمر فليكن عاليا... عاليا
ومن صنع بغداد لا عربيا ولا فارسيا
ولا تدعيه الآلهات من حولنا... وليكن خاليا
من الذكريات وخمر الملوك القدامى
لنكمل هذا الزفاف المقدس... نكمله يا ابنة
القمر الأبديِّ هنا في المكان الذي نزلته
يداك على طرف الأرض من شرفة الجنة الآفلة(5)ص56.
إن قدم هذا الرمز، يجعل رمزية أنات أكثر تجسيدا لمعاني التجربة التي يحاول الشاعر، أن يعبر عنها من خلال استدعاء هذه الرموز، وأساطيرها في قصائده المختلفة. وبدلا من أن يكون حديث الشاعر في هذه القصائد حديثا مع تلك الشخصية الأسطورية، يتخذ خطاب الشاعر بعدا آخر، يتوجه فيه إلى القارئ، لأن(الشاعر ينطلق في تكوين قصيدة الشخصية من منظور الشاعر الدرامي الكامن في الشعر الغنائي انطلاقا من رؤية موضوعية، ومن درامية خارجية....ذلك لأن الذات انسانية ومبدعه، ليس هو صاحب الموقف الدرامي أو التجربة، وإنما الشخصية التي استدعاها، لتكون موضوعا يتبصر فيه، ويتأمله ويبني قصيدته عليه)(6) ص43. ويأتي التوظيف الجزئي لبؤرة التشخيص الغنائي الدرامي المتكرر في مجموعة من القصائد تعبيرا عن المعنى الرمزي، ودلالاته الجمالية الموحية، التي تستدعيها طبيعة التجربة المقدمة في قصائد الديوان، حيث يشكل موضوع الحب، والعلاقة مع المرأة المحور الأساس الذي تدور حوله قصائد الشاعر، محاولة أن تستحضر معانيه، وأبعاده العميقة في الوجدان الجمعي، والوجود الإنساني منذ بدايات هذا الوجود الأولى. والشاعر الذي يستدعي تلك المعاني الرمزية بكثافة واضحة، يستدعيها من خلال صورتها الرمزية والمجازية التي اتخذتها في الأسطورة القديمة، وأصبحت مرتبطة بها بفعل تلك الرؤية الشعرية في الأسطورة التي وحدَّت بين المرأة والقمر، الحسي والخيالي(قمر أنثوي لملء الفراغ - قمر الديانات القديمة – قمر تعلقه أنات– القمر المحلق حول صورته– إن مسها قمر صاحت أنا القمر – يدلني قمر تلألأ في يد امرأة).
تقوم بين الشعر والأسطورة قرابة المجاز والتخييل. ولعل شخصية أنات في الأسطورة التي يستدعيها الشاعر، تمثل المعاني الرمزية العالية لقيم الجمال والخصب، الأمر الذي جعل الشعوب تختلف على ملكية هذه الأسطورة وأصولها، وتقدم لها أسماء مختلفة في حين تبقى حكايتها ودلالاتها متقاربة. وينبع المعنى الأسطوري الدرامي لهذه الأسطورة من التوتر القائم بين ثنائية الدلالة، أو جدلية العلاقة بين بعديها الرمزيين، الحب والحرب اللذين تنطوي عليهما رمزية أنات، مما يمنحها شاعرية المعنى المستمدة من جدل العلاقة بين التجسد والمدلول والتخييل. لكن خطاب العشق عند الشاعر يعود إلى صيغته السابقة التي يتحدث فيها عن تلك الشخصية، بعد أن كان يتحدث إليها كاشفا عن معاني تلك العلاقة، بين الشعر والأسطورة والذات والموضوع، باعتبار أن المرأة تمثل النبع الأول للتخييل الإنساني، وللغة المجاز الأولى في الأسطورة التي جعلت المرأة تنطوي في صورتها ومعانيها، على تلك الثنائية الضدِّية التي تمنحها ذلك البعد الدرامي الغريب :
الشعر سلمنا إلى قمر تعلقه أنات
على حديقتها
لعشاق بلا أمل وتمضي
في براري نفسها امرأتين لا تتصالحان
هناك. امرأة تعيد الماء للينبوع
وامرأة توقد النار في الغابات (7) ص87.
وفي تناص آخر مع الأسطورة يستدعي شخصية أسطورية أخرى، ترمز لدورة الطبيعة المتحولة مع دورة الفصول، والشخصية التي يستدعيها الشاعر هي شخصية إله الخصب أدونيس، في الأسطورة الكنعانية، لكن الخطاب في هذه القصيدة بدلا من أن يكون حديثا(منولوجا) مع تلك الشخصية الأسطورية، نجده يتجه من الراوي إلى القارئ، فيكون حديثا عن تلك الشخصية، ومعاني رمزيتها وليس حديثا إليها. هنا يظهر معنى الحب متلازما مع معنى الفداء والموت الذي تتحدث عنه تلك الأسطورة، وتولِّد من خلاله المعنى الدرامي، المتوتر للحياة والوجود، عبر ثنائية الموت والحياة، والحب والفداء المتمثل في العلاقة بين الدال والمدلول في هذه الشخصية الأسطورية، وبين أبعاد الزمن الماضي والحاضر التي تأخذ مفردة الدم فيهما، معنى مختلفا يعكس واقع التجربة ودلالاتها مع التحول في مضمون الأسطورة، وتوظيف معانيها التاريخية والأيديولوجية :
نزف الحبيب شقائق النعمان
فاصفرت صخور السفح من وجع المخاض الصعب واحمرت
وسال الماء أحمر
في عروق ربيعنا
أولى أغانينا دم الحب الذي
سفكته آلهة
وآخرها دم سفكته آلهة الحديد (8) ص 46.
تأتي الأسطورة الإغريقية في المرتبة الثانية بعد الأسطورة الشرقية من حيث استدعائها وتأتي أسماء بنلوبي وهيلين ونرسيس في طليعة الأسماء الأسطورية التي يجري استدعاؤها في قصائد الشاعر، وغالبا ما يكون الحديث في القصيدة حديثا عن تلك الرموز وليس حديثا موجها إليها، كما يكون الخطاب موجها إلى القارئ وليس إلى تلك الرموز حيث ينم استدعاء الشخصية من خلال الصفة أو المعنى الرمزي الذي تحمله في الحكاية الأسطورية، ويمثل استدعاء شخصية بنلوبي في القصيدة جزءا من القصيدة حيث يأتي استدعاؤها من قبل شخصية الغريب التي تتولى الكلام في القصيدة دون أن تذكرها بالاسم الصريح، وإنما من خلال صفتها ما يدل على حضورها الجزئي في القصيدة :
من غزلت قميص
الصوف وانتظرت أمام البيت
أولى بالحديث عن المدى
وبخيبة الأمل : المحارب لم يعد. أو
لن يعود (9) ص100.
وإذا كان استدعاء بنلوبي يأتي في جزء من القصيدة، للدلالة على قوة الصبر واحتمال الغياب والزمن، فإن هيلين تستغرق القصيدة، وتشكل المحور الذي تظل القصيدة تدور حول محورها. كما يكون الخطاب حديثا عنها، وحديثا إليها عندما يتولى الراوي في القصيدة الحديث، عن شخصية الغريب بضمير الغائب، حيث يتجسد جدل العلاقة على مستوى الكينونة بين الغريب وهيلين، وتظهر رمزية المرأة باعتبارها تمثل رمز الحياة والجمال، الذي تجعله أحلامنا رمزا لصراع الحياة الدامي، الذي يسم مراحل التاريخ المختلفة، لأن كل طرف يدّعي أن حربه التي يخوضها ضد الآخر هي حرب من أجل الحياة، وبذلك تتكثف البؤرة الدلالية لمعناه الرمزي، وما تولِّده من توتر يحمله ترحل المعنى من الماضي، الذي هو زمن الأسطورة، إلى الحاضر الذي هو زمن التجربة المعاصرة، التي يعبر عنها الخطاب في هذه القصيدة، من خلال استحضار هذا الرمز الأسطوري باسمه الصريح، والحديث عنه وإليه في الآن، وإن كان الراوي يكتفي بنقل ما يقوله الغريب لهيلين :
ويقول الغريب لهيلين : ينقصني
نرجس كي أحدَّق في الماء
ماءك في جسدي. حدقي أنت
هيلين في ماء أحلامنا.... تجدي الميتين على
ضفتيك يغنون لاسمك (10) ص127.
ويأتي استدعاء شخصيتي جلجامش وأنكيدو الأسطوريتين في جزء من القصيدة باعتبارهما يمثلان مع فكرة الموت والبحث عن الخلود الملازمة محورا مساعدا، تحاول القصيدة في هذه الأجزاء أن تعبر عنها. وفي هذا التناص يتوجه خطاب الشاعر إلى أنكيدو، في منولوج يعبر فيه عن نضوب الخيال الذي منه ولدت تلك الأساطير البشرية بفعل التبدل الذي طال حياة الإنسان المعاصر وعلاقته بالعالم والأشياء بعد أن سيطرت العلاقات المادية والنفعية وانتفت تلك الرؤية الشعرية والأسطورية التي كانت تمنح الحياة معنى من السحر والغرابة المثيرة الأمر الذي جعل الإنسان عاجزا عن إبداع أساطيره الجديدة، أو إغناء تلك الأساطير القديمة التي كانت تغذي حياة الإنسان، وتثري وجوده :
والقلب مهجور كبئر جفَّ فيها الماء فاتسع الصدى
الوحشيّ : أنكيدو خيالي لم يعد
يكفي لأكمل رحلتي (11) ص81.
ويستدعي شخصية جلجامش في قصائد مختلفة، يكون فيها الخطاب حديثا عنها، أو يأتي على شكل منولوج معها. ويرتبط استدعاؤه في جزء من القصيدة بفكرة الموت، والحديث عن تجربة الإنسان الخائبة في البحث عن الخلود، والتحرر من شرط الموت الضاغط على وعيه. حيث يأتي هذا الاستدعاء من خلال صيغة السؤال التي ينطوي عليها خطاب الشاعر معبرا عن تلك الحيرة والشعور المرير بقسوة التجربة التي تهجس بهذا الوعي العابر للزمان والحاضر في تجليها الجمالي:
هل نستطيع تناسخ الإبداع من جلجامش المحروم من عشب الخلود
ومن أثينا بعد ذلك؟ (12) ص 429.
كما يستدعي رمزية أنليل في تلك الأسطورة، ويكون صوت الشاعر هو المهيمن على الجزء الذي يستدعي فيه تلك الشخصية، من خلال الحوار الذي يجريه مع تلك الشخصية، دون أن يذكرها بالاسم الصريح، إذ يكتفي بالدور الذي لعبته الحية مع جلجامش وجعلته يخسر عشبة الخلود عندما سرقتها الحية منه أثناء نومه :
لا تقتلينا مرة أخرى
ولا تلدي الأفاعي قرب دجلة
واتركينا
نسري على غزلان خصرك، فرب خصرك، والهواء هو المقام (13) ص479.
ويقوم الشاعر بقلب لمعنى الأسطورة القديمة التي يستدعيها والتي تربط بين ظاهرة الزلازل التي تصيب الأرض، والثور الذي يحملها على قرنيه، ويقوم بنقلها من قرن إلى آخر عندما يتعب. وفي هذا الاستدعاء لتلك الأسطورة، يقوم الشاعر بنقل المعنى من الأرض إلى المرأة، من خلال التداخل في المعنى الرمزي بين الأرض والمرأة. ولما كان هذا الاستدعاء يتم في جزء من القصيدة، فإن حديث الراوي/الشاعر يكون حديثا عن الأسطورة، وعن المرأة في الآن معا نظرا لتداخل المجال الدلالي والرمزي بينهما بغية إثراء المعاني التي تمثلها المرأة، ومنحها صفات متعالية فوق واقعية تجعل من صورتها أكثر دهشة وسحرا وفتنة:
سيدة المديح صغيرة، لا عمر يخدش وجهها، لا ثور
يحملها على قرنيه
تحمل نفسها في نفسها، وتنام في أحضانها هي(14) ص396.
2 / 4 – قناع الأسطورة:
يستعير الشاعر في قصيدة القناع أكثر من قناع لشخصيات أسطورية، وفي مقدمة تلك الشخصيات تأتي شخصية جلجامش في الأسطورة البابلية، لاسيما في القصيدة/الديوان(جدارية محمود درويش) التي تستغرق تجربة الموت التي عاشها الشاعر بأبعادها الوجودية والإنسانية والروحية والثقافية حيث يستمد استخدام قناع هذه الشخصية قيمته الفنية والدلالية، من خلال البعد الدرامي المتوتر الذي تنطوي عليه الأسطورة، والتي تلبي حاجة القصيدة أو التجربة التي تعبر عنها. فالشاعر في تكوين هذا القناع(ينطلق من منظور الشعر الغنائي الكامن في الشعر الدرامي.. ومن رؤية ذاتية ومن درامية داخلية- غنائية ذلك لأنه ينفتح في تجربة الرؤيا الداخلية المؤسسة لقصيدة القناع على الشخصية باعتبارها موضوعا خارجيا مفارقا. بل باعتبارها ذاته الأخرى أو أناه المغاير الذي يتفاعل معه لينتج عبر هذا التفاعل قناعه الخاص) (15) ص43. وفي ذلك تتشكل البؤرة الدينامية للتوتر الدرامي الذي يكشف عنه الحوار أو المنولوج الدرامي بين شخصية القناع، وشخصية انكيدو التي تستدعيها، واستدعاء العنصر المفارق والتراجيدي في تلك الأسطورة التي يحمل مستواها الظاهر شخصية القناع، في حين يحمل باطنها شخصية الشاعر. ويقوم الاتصال بين الشخصيتين على مستوى المعنى المأساوي للشرط الإنساني المتمثل في تجربة الموت التي توحِّد بين دلالة التجربتين القاسيتين، حيث يحضر البعدان الزمنيان الماضي والحاضر داخل القناع لكي يشكل البعد الدرامي والكثافة الرمزية، لهذا التداخل والتمازج بين الشخصيتين في أكثر من مقطع في تلك القصيدة/الديوان التي اختار الشاعر لها فنيا أن تظهر من خلال حوار درامي بين شخصية القناع، والشخصية الأسطورية الأخرى التي يستدعيها لمنح هذا التقنع درجة من الموضوعية والدرامية والرمزية التي تعمِّق من إدراكنا لقسوة شرطنا المأساوي، إذ يكشف الحديث الذي تقدمه شخصية القناع إلى أنكيدو عن التداخل في الصورة والحالة والمصير الفاجع. ومما يزيد من التوتر أن الحوار يكشف الالتباس في الصورة، ليس بين القناع والشاعر، بل بين القناع والشخصية الأخرى، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة كثافة القناع :
هات الدمع أنكيدو وليبكي الميت فينا
الحيَّ من أنا؟ من ينام الآن
أنكيدو؟ أنا أم أنت؟
ظلمتك حين قاومت فيك الوحش
بامرأة سقتك حليبها، فأنست
واستسلمت للبشري
أنكيدو وترفَّق بي وعد من حيث متَّ؟ (16)ص 83.
ومن الأقنعة الأخرى التي يستعيرها الشاعر قناع أوديب في الأسطورة الإغريقية، نظرا لما تنطوي عليه تلك الشخصية، من كثافة درامية تجلت في المصائر والأقدار التي رسمت مسارات حياتها التي انتهت تلك النهاية الدرامية المأساوية. والشاعر في استخدامه لذلك القناع يمارس (التشخيص الدرامي المؤسس لقاعدة تبيِّن انحراف منظور القناع عن المنظور العام والتي تكشف عن خصوصيته وفرادته)(17) ص 54. ويتجلى البعد الدرامي الذي تنطوي عليه شخصية القناع من خلال الحمولات الفكرية والشعورية الأصيلة، وما تولّده من كثافة رمزية وغنائية درامية، تظهر في ثنائية الشخصية العارفة، بما أصبحت تمثله حياتها من حقائق مأساوية مفزعة بعد أن كانت في بداية القصيدة تعلن تعاليها فوق الحاجة إلى المعرفة، بفعل الشعور بتفوق القوة التي يمتلكها، بعدما استطاعت أن تحققه من انتصارات، وأن تجسده من قوة خارقة. إن أهمية هذا القناع القديم تكمن في كونه(يقودنا إلى الماضي ليعمق إدراكنا بما ينطقه في الحاضر، فإذا عمَّق إدراكنا للحاضر عمَّق من ثم إدراكنا للماضي)(18) ص124 وكذلك بفعل الدراما الداخلية الغنائية، التي تمتلكها هذه الشخصية في الأسطورة، التي يتعالق معها الشاعر، باعتبارها شخصيته الثانية، التي ينشئ منها قناعه في هذه القصيدة :
لم ينج مني طائر أو ساحر أو امرأة
العرش خاتمة المطاف ولا ضفاف
لقوتي ومشيئتي قدر. صنعت ألوهتي
بيدي وآلهة القطيع مزيفه ص66
.............
أنا زوج أمي
وابنتي أختي
وتختي مثل عرشي أوبئه (19) ص70.
ولا يكتفي الشاعر باستدعاء شخصية أنانا في الأسطورة، بل يرتدي قناعها ويتكلم بصوتها، حيث ينفتح القناع على تجربة جديدة، يعبر عنها جاعلا من نفسه رمزا، ومن القناع رامز له يمتلك قوة الحضور المغيبة لحضور الشاعر عن سطح القناع، في الوقت الذي يكمن حضوره في قاع القناع على ما بين السطح والقاع، من علاقة تتشكل عبر(بؤرة التشخيص الغنائي الدرامي المزجي) المولدة للكثافة الرمزية والتوتر الشعري، الذي تكشف عنه الصورة الاستعارية :
وتتبعني دورة القمر الأنثويّ
فتمرض جيتارتي وترا
وترا (20) ص 64.
3 / 4 – آلية الامتصاص والتذويب :
يتكثف استخدام آلية الامتصاص والتذويب في العلاقة مع الأسطورة بصورة عامة، ومع أسطورة الانبعاث والتجدد والخصب والموت بصورة خاصة. والشاعر في هذا المستوى يقوم بتذويب الأسطورة، ومحو حدودها وامتصاصها في قصائده مستفيدا مما تتميز به الأسطورة في رؤيتها إلى الطبيعة والأشياء من بنية استعارية، تحاول من خلالها أنسنتها مستخدمة في ذلك التشخيص والتجسيد لإضفاء الروح عليها. وفي هذه القصائد تختفي الأسطورة ليظهر صوت الراوي/ الشاعر، بدلا منها، حيث يظهر توظيف الدلالية الرمزية والبنية الشعرية للأسطورة، انطلاقا من رؤية معاصرة، يعبر من خلالها الشاعر عن العلاقة الروحية مع الطبيعة والأرض، باعتبارها تعكس العمق الروحي والوجداني لهذه العلاقة الأصيلة التي تمثل علامة ثقافية بارزة من علامات الموروث الثقافي الأسطوري للمنطقة. إن الشاعر الذي يمتص ذلك الموروث الأسطوري، وما يستدعيه من فضاء تخييلي، ويكشف عنه من رؤية استعارية لا يسعى إلى توظيف جمالية تلك الصورة، وما تختزنه من عمق رمزي موحي، بل يعبر عن الارتباط بالأرض من خلال هذا العمق الروحي وتجلياته المجازية والاستعارية التي تدلل على العمق الثقافي والتاريخي للعلاقة مع الأرض التي يجري سرقتها وانتزاعها منه، تحت غطاء من ذرائع وادعاءات مزعومة :
إن الطبيعة كلها روح، وإن الأرض تبدو من هنا
ندبا لتلك الرعشة الكبرى، وخيل الريح مركبة
لنا (21) ص86.
وتظهر آلية الامتصاص والتذويب للمورث الأسطوري البابلي والكنعاني والفينيقي الخاص بأساطير الموت والانبعاث والتجدد وقيامة الحياة. وبدلا من استدعاء الشخصيات الأسطورية المعروفة في تلك الأساطير التي استخدمت رمزيتها بكثافة في الشعر العربي المعاصر، يحاول الشاعر أن يكون التناص، من خلال هذه الآلية مع المعنى الرمزي لتلك الأساطير، وما توحي به من معان ودلالات، يعبر من خلالها عن موضوعات معاصرة، ترتبط بموضوع الأرض والعلاقة الحيّة والمتجددة التي يظهر توحد الإنسان الفلسطيني معها. ويستخدم الشاعر الصورة الاستعارية والتشبيه في هذا المستوى البلاغي للنص، حيث يظهر المعنى الرمزي الذي يوحِّد بين المرأة، بوصفها رمز الخصب والولادة والتجدد والأرض، والشجر الدال على القوة والخضرة الدائمة،
مما يخلق مستوى من التراكب الدلالي في القصيدة التي تنفنح على التجربة التي يريد الشاعر التعبير عنها، ويجعل الرمز منتجا لفعله الرمزي الدال، من خلال استخدام صيغة الفعل المضارع الدالة على الاستمرارية في الحركة، والمُشكلِة لمشهدية مولدةٍ لمعانيها الحية والثرية:
آذار طفل الشهور المدلل
آذار يندف قطنا على شجر
اللوز
آذار يولم خبيزة لفناء الكنيسة
آذار أرض لليل السنونو ولامرأة
تستعد لصرختها في البراري... وتمتد في
شجر السنديان (22) ص20.
لقد شكلت قضية الأرض محور هذه الرؤية التي لم تتوقف عند حدود امتصاص المعاني الرمزية لنصوص الأساطير القديمة، وما تختزنه من رؤية شعرية غنية ومن بعد درامي، وإنما تجاوزت ذلك إلى إعادة توظيف تلك الرؤية الاستعارية للأسطورة، بما يمنح علاقة الشاعر مع الأرض على المستوى الوجودي والروحي والتاريخي دلالاتها النابعة من عمق تلك العلاقة ومن تجلياتها المتعددة بما يمنح تلك الهوية قيمتها وملامحها التي تكتسبها من هذا العمق الوجودي والثقافي المترسخ في تاريخها البعيد، وبما يجعل خطاب الشاعر بوصفه يمثل الضمير الحي لشعب يغتصب وجوده وتاريخه وأرضه تحت ذرائع ودعاوى تاريخية ودينية عنصرية تحاول تجديد سيرة الماضي الذي قام على أساسه الوجود اليهودي الغابر والذي تفضحه كتبهم عندما تروي وقائع من حدث من تدمير وبطش طال حتى الحيوان. لذلك فإن توظيف الأسطورة بعناصرها المختلفة تأتي محاولة لتأكيد هذا العمق الثقافي لوجود الإنسان الفلسطيني على هذه الأرض وما يحمله ذلك الوجود من غنى حضاري وإنساني تجسده وقائع تلك الأسطورة ودلالاتها المعبرة والموحية.
المراجع :
1- الإبهام في شعر الحداثة – د. عبد الرحمن القعود – سلسلة عالم المعرفة – المجلس الوطني للعلوم والثقافة – العدد 279 – الكويت.
- الإبهام في شعر الحداثة – د. عبد الرحمن القعود.... المرجع السابق.2
- هي أغنية هي أغنية – محمود درويش – منشورات دار العودة – بيروت 1993.3
- أرى ما أريد – محمود درويش – منشورات دار الجديد – بيروت 1990.4
- سرير الغريبة – محمود درويش – منشورات رياض الريس – بيروت 1999.5
6- قصيدة القناع في الشعر العربي المعاصر – د. عبد الرحمن بسيسو – المؤسسة العربية للدراسات – بيروت 1999.
- سرير الغريبة – محمود درويش..... المرجع السابق.7
- لا تعتذر عما فعلت – محمود درويش – رياض الريس للنشر – بيروت 2004.8
- جدارية محمود درويش – محمود درويش – منشورات رياض الريس بيروت 2000 9
10- لماذا تركت الحصان وحيدا – محمود درويش – منشورات رياض الريس – بيروت 1995
- جدارية محمود درويش – محمود درويش..... المرجع السابق.11
- أرى ما أريد – محمود درويش.... المرجع السابق.12
- أرى ما أريد – محمود درويش..... المرجع السابق.13
- أرى ما أريد – محمود درويش..... المرجع السابق.14
- قصيدة القناع في الشعر العربي المعاصر – عبد الرحمن بسيسو... المرجع السابق.15
- جدارية محمود درويش – محمود درويش.... المرجع السابق.16
- قصيدة القناع في الشعر العربي المعاصر – عبد الرحمن بسيسو... المرجع السابق.17
- قصيدة القناع في الشعر العربي المعاصر – عبد الرحمن بسيسو... المرجع السابق.18
- هي أغنية هي أغنية – محمود درويش... المرجع السابق 19
- سرير الغريب – محمود درويش.... المرجع السابق.20
- لماذا تركت الحصان وحيدا – محمود درويش.... المرجع السابق.22

مفيــــــد نجـــــم
كاتب وناقد من سورية

الموقع قيد الصيانة والتطوير